بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَئِنۡ أَصَٰبَكُمۡ فَضۡلٞ مِّنَ ٱللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمۡ تَكُنۢ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُۥ مَوَدَّةٞ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ مَعَهُمۡ فَأَفُوزَ فَوۡزًا عَظِيمٗا} (73)

قوله تعالى : { وَلَئِنْ أصابكم فَضْلٌ مِنَ الله } يعني الفتح والغنيمة { لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ } أي معرفة ووداً في الدين { مَوَدَّةٌ يا ليتني كُنتُ مَعَهُمْ } في تلك الغزوة { فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً } فأصيب غنائم كثيرة . وقال مقاتل : في الآية تقديم وتأخير ، ومعناه : فإن أصابتكم مصيبة قال : قد أنعم الله عليَّ إذ لم أكن معهم شهيداً ، كأن لم يكن بينكم وبينه مودة في الدين ولا ولاية . قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص : { كَأَن لَّمْ تَكُنْ } بالتاء لأن المودة مؤنثة ، وقرأ الباقون بالياء لأن تأنيثه ليس بحقيقي .