بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَا لَكُمۡ لَا تُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّٗا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} (75)

ثم حثّ المؤمنين على القتال فقال تعالى : { وَمَا لَكُمْ لاَ تقاتلون في سَبِيلِ الله والمستضعفين } أي وعن المستضعفين { مِنَ الرجال والنساء والولدان } ويقال : وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله وسبيل المستضعفين . ويقال : { وَمَا لَكُمْ لاَ تقاتلون في سَبِيلِ الله } وفي خلاص المستضعفين . وقال الضحاك : وذلك أن كفار قريش أسروا سبعة نفر من المسلمين وكانوا يعذبونهم ، فأمر الله تعالى بقتال الكفار ليستنقذوا الأسرى من أيديهم { الذين يَقُولُونَ } يعني المستضعفين بمكة ، يدعون الله تعالى ويقولون : { رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هذه القرية الظالم أَهْلُهَا } بالشرك { واجعل لَّنَا مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً } أي من عندك حافظاً يحفظنا { واجعل لَّنَا مِن لَّدُنْكَ نَصِيراً } أي مانعاً يمنعنا منهم . قال الكلبي : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، جعل الله لهم النبي صلى الله عليه وسلم ولياً ، وعتاب بن أسيد نصيراً ، وكان عتاب بن أسيد ينصف الضعيف من الشديد ، فنصرهم الله به وأعانهم ، وكانوا أعز من بمكة من الظلمة قبل ذلك ، فصار المسلمون الضعفاء أعزاء كما كان الكفار قبل ذلك .