بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَوۡ أَنَّهُمۡ أَقَامُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِم مِّن رَّبِّهِمۡ لَأَكَلُواْ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۚ مِّنۡهُمۡ أُمَّةٞ مُّقۡتَصِدَةٞۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ سَآءَ مَا يَعۡمَلُونَ} (66)

ثم قال : { وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التوراة والإنجيل } يعني : أقرّوا بما فيهما ، وبيّنوا ما كتموا ، { وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِمْ مّن رَّبّهِمْ } يعني : بما أنزل إليهم من ربهم ، يعني : عملوا بما أنزل إليهم من ربهم في كتابهم ؛ ويقال : القرآن . { لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ } ، يعني : يرزقهم الله تعالى المطر من فوقهم ، في الوقت الذي ينفعهم ، { وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم } يعني : النبات من الأرض ، وقال الزجاج : هذا على وجه التوسعة . يقال : فلان خيره من فوقه إلى قدمه ، يعني : لو أنهم فعلوا ما أمروا لأعطاهم الله الخير من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، يعني : صاروا في الخير في الدنيا والآخرة .

وروى أبو موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : أيما رجل من أهل الكتاب آمن بنبيّه ، وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم فله أجران .

ثم قال : { مّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ } يعني عصبة وجماعة عادلة ، وهم مؤمنو أهل الكتاب ، من أهل التوراة والإنجيل { وَكَثِيرٌ مّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ } الذين لم يصدقوا ولم يؤمنوا .