بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لَّقَدۡ كُنتَ فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا فَكَشَفۡنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلۡيَوۡمَ حَدِيدٞ} (22)

ويقال له : { لَّقَدْ كُنتَ في غَفْلَةٍ مّنْ هذا } يعني : من هذا اليوم ، فلم تؤمن به ، وقد ظهر عندك بالمعاينة { فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ } يعني : غطاء الآخرة . ويقال : أريناك ما كان مستوراً عنك في الدنيا . ويقال : أريناك الغطاء الذي على أبصارهم ، كما قال : { وعلى أبصارهم غشاوة } [ البقرة : 7 ] حيث لم يعقلوا { فَبَصَرُكَ اليوم حَدِيدٌ } أي : نافذ . ويقال : شاخص بصره لا يطرف ، يديم النظر حين يعاين في الآخرة ، ما كان مكذباً به . ويقال : { حَدِيدٍ } أي : حاد كما يقال : { حَفِيظٌ } يعني : حافظ ، وقعيد بمعنى قاعد . وقال الزجاج : هذا مثل . ومعناه : إنك كنت بمنزلة من عليه غطاء { فَبَصَرُكَ اليوم حَدِيدٌ } يعني : علمك بما أنت فيه نافذ .