ثم قال : { لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد } [ 22 ] .
أي : لقد كنت أيها الإنسان في غفلة في الدنيا عما يراد بك وعما{[64784]} يحصى{[64785]} عليك إذ لم تعاينه ، فكشفنا عنك الغطاء الآن فنظرت إلى الأهوال والشدائد فزالت الغفلة .
قال ابن عباس : هذا للكافر خاصة ، لأن المؤمن قد آمن بجميع ما يقدم عليه فلم يكن عليه غطاء ، وكذلك قال مجاهد وسفيان{[64786]} .
وقال ابن زيد هو للنبي صلى الله عليه وسلم{[64787]} خاصة أي : كنت مع القوم في جاهليتهم فهديناك إلى الإسلام ، وأعلمناك ما يراد بك فكشفنا عنك الغطاء الذي كان عليك في الجاهلية{[64788]} .
وقد احتج زيد بن أسلم في هذه الآيات{[64789]} أنها للنبي صلى الله عليه وسلم { ألم يجدك يتيما فأوى ووجدك ضالا فهدى }{[64790]} فيكون الكشف على قوله في الدنيا ، وعلى قول ابن عباس ومجاهد وسفيان{[64791]} يوم القيامة{[64792]} .
وقيل : بل هذا الجميع الخلق ، البر والفاجر{[64793]} ، لأن المعاينة ليست كالخبر .
وعن ابن عباس : { فكشفنا عنك غطاءك } قال : هو الحياة بعد الموت{[64794]} .
ثم قال : { فبصرك اليوم حديد } .
أي : فأنت اليوم حاد النظر{[64795]} ، عالم بما كنت تخبر به علم معاينة لا علم خبر .
والبصر هنا يراد به بصر القلب ، كما يقال : فلان بصير بالفقه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.