اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَّقَدۡ كُنتَ فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا فَكَشَفۡنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلۡيَوۡمَ حَدِيدٞ} (22)

قوله : «لَقَدْ كُنْتَ » أي يقال له : لَقَدْ كُنْتَ ، والقول إما صفة أو حال . والعامة على فتح التاء في «كُنْتَ » والكاف في «غِطَاءَكَ » و«بَصرُكَ » حملاً على لفظ «كل » من التذكير{[52401]} . والجَحْدَريّ : كُنْتِ بالكسر مخاطبة للنفس . وهو وطلحة بن مصرف : { عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ } بالكسر مراعاة للنفس أيضاً{[52402]} . ولم ينقل صاحب اللوَّامح{[52403]} الكسر في الكاف عن الجَحْدَري ، وعلى كل فيكون قد راعى اللفظ مرةً والمعنى أُخْرَى{[52404]} .

فصل

والمعنى { لقد كنت في غفلة من هذا } اليوم فكشفنا عنك الذي كان في الدنيا وعلى قلبك وسمعك وبصرك { فَبَصَرُكَ اليوم حَدِيدٌ } نفاذ تبصر ما كنت تنكر في الدنيا . وقال مجاهد : يعني نظرك على لسان ميزانك حيث توزن حسناتكَ وسيِّئَاتُكَ . والمعنى أزلنا غَفْلَتَك عنك فبصرك اليوم حديد وكان من قبل كليلاً .


[52401]:انظر التبيان 1175.
[52402]:قراءتان شاذتان نقلها المختصر 144 والبحر المحيط 8/125.
[52403]:وهو أبو الفضل الرازي. وتقدم التعريف به.
[52404]:البحر المحيط المرجع السابق.