السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَّقَدۡ كُنتَ فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا فَكَشَفۡنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلۡيَوۡمَ حَدِيدٞ} (22)

ويقال للكافر : { لقد كنت } أي : كوناً كأنه جبلة لك { في غفلة } أي : عظيمة محيطة بك ناشئة لك { من هذا } أي : من تصوّر هذا اليوم على ما هو عليه من انقطاع الأسباب والجزاء بالثواب أو العقاب لأنه على شدّة جلائه خفي على من اتبع الشهوات { فكشفنا } بعظمتنا بالموت ثم البعث { عنك غطاءك } الذي كان في الدنيا على قلبك وسمعك وبصرك من الغفلة بالآمال في الحال والمآل وسائر الحظوظ والشهوات { فبصرك اليوم } أي بعد البعث { حديد } أي في غاية الحدّة والنفوذ فلذا تقرّ بما كنت تنكر في الدنيا . وقال مجاهد : يعني نظرك إلى لسان ميزانك حين توزن حسناتك وسيئاتك . والمعنى : أزلنا غفلتك فبصرك اليوم جديد وكان من قبل كليلاً .