{ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مّنْ هذا } أي يقال له : لقد كنت في غفلة من هذا ، والجملة في محل نصب على الحال من { نفس } ، أو مستأنفة كأنه قيل : ما يقال له ، قال الضحاك : المراد بهذا : المشركون ، لأنهم كانوا في غفلة من عواقب أمورهم . وقال ابن زيد : الخطاب للنبيّ صلى الله عليه وسلم : أي لقد كنت يا محمد في غفلة من الرسالة . وقال أكثر المفسرين : المراد به جميع الخلق برّهم ، وفاجرهم ، واختار هذا ابن جرير . قرأ الجمهور بفتح التاء من { كُنْتَ } ، وفتح الكاف في { غطاءك } ، و { بصرك } حملاً على ما في لفظ { كل } من التذكير . وقرأ الجحدري وطلحة بن مصرف بالكسر في الجميع على أن المراد النفس { فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ } الذي كان في الدنيا ، يعني : رفعنا الحجاب الذي كان بينك وبين أمور الآخرة ، ورفعنا ما كنت فيه من الغفلة عن ذلك { فَبَصَرُكَ اليوم حَدِيدٌ } أي نافذ تبصر به ما كان يخفى عليك في الدنيا .
قال السديّ : المراد بالغطاء : أنه كان في بطن أمه فولد ، وقيل : إنه كان في القبر فنشر ، والأوّل أولى . والبصر قيل : هو بصر القلب ، وقيل : بصر العين ، وقال مجاهد : بصرك إلى لسان ميزانك حين توزن حسناتك وسيئاتك ، وبه قال الضحاك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.