الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لَّقَدۡ كُنتَ فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا فَكَشَفۡنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلۡيَوۡمَ حَدِيدٞ} (22)

وقوله سبحانه : { لَّقَدْ كُنتَ } قال ابن عباس وغيره : أَي : يقال للكافر : { لقد كنتَ في غفلة من هذا } فلمَّا كُشِفَ الغطاءُ عنك الآنَ احْتَدَّ بصرُك ، أي : بصيرتك ؛ وهذا كما تقول : فلان حديد الذِّهْنِ ونحوه ، وقال مجاهد : هو بصر العين ، أي : احْتَدَّ التفاته إلى ميزانه ، وغيرِ ذلك من أحوال القيامة ، والوجه عندي ، في هذه الآية ، ما قاله الحسن وسالم بن عبد اللَّه : إنَّها مُخَاطَبَةٌ للإِنسان ذي النفس المذكورة من مؤمن وكافر ، وهكذا ، قال الفخر : قال : والأقوى أنْ يقال : هو خطاب عامٌّ مع السامع ، كأنَّهُ يقول : ذلك ما كنتَ منه تحيد أيُّها السامع ، انتهى . وينظر إلى معنى كشف الغطاء قول النبي صلى الله عليه وسلم : «النَّاسُ نِيَامٌ ، فَإذَا مَاتُوا انْتَبَهُوا » .