تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَّقَدۡ كُنتَ فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا فَكَشَفۡنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلۡيَوۡمَ حَدِيدٞ} (22)

الآية 22 وقوله تعالى : { لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرُك اليوم حديد } يقول : لقد كنت في الدنيا في غفلة /527-أن هذا [ الذي ]{[19784]} تُعاين ، وتشاهد ، أو في غفلة مما أوعدت من المواعيد والشدائد التي عاينتها { فكشفنا عنك غطاءك } أي كشفنا عنك الشُّبَه التي تمنع وقوع العلم به والتجلّي له { فبصرك اليوم حديد } أي ثاقب نيِّر يُبصر الحق كقوله تعالى : { أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا } [ مريم : 38 ] . وقيل : { حديد } من الحِدّة أي نافذ ، لا يخفى عليه شيء ، فكأنه أراد ، والله أعلم [ بقوله تعالى ]{[19785]} : إنك كنت في الدنيا جاهلا عن هذا اليوم وعن هذه الحال ، والآن قد عاينت ما كنت عنه في غفلة ، وأيقنت به ، وهو كقوله عز وجل : { لتروُنّ الجحيم } { ثم لتروُنّها عين اليقين } [ التكاثر : 6 و7 ] .


[19784]:ساقطة من الأصل وم.
[19785]:في الأصل: وقوله تعالى، ساقطة من م.