وعن أبي هريرة قال : السائق الملك ، والشهيد العمل ، وقال ابن عباس : السائق الملك والشهيد شاهد عليه من نفسه ، ثم في الآية قولان .
أحدهما : أنها عامة في المسلم والكافر ، وهو قول الجمهور .
الثاني : أنها خاصة بالكافر ، قاله الضحاك ويقال للكافر : { لقد كنت في غفلة من هذا } وبه قال ابن عباس وقال الضحاك : المراد بهذا المشركون ، لأنهم كانوا في غفلة من عواقب أمورهم ، وقال ابن زيد : الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، أي لقد كنت يا محمد في غفلة من الرسالة ، وقال أكثر المفسرين المراد به جميع الخلق برهم وفاجرهم ، واختار هذا ابن جرير لأنه ما من أحد إلا وله اشتغال ما عن الآخرة ، قرأ الجمهور بفتح التاء من كنت وفتح الكاف في غطاءك وبصرك حملا على ما في لفظ كل من التذكير وقرئ بالكسر في الجميع على أن المراد النفس .
{ فكشفنا عنك غطاءك } الذي كان في الدنيا ، يعني رفعنا الحجاب الذي كان بينك وبين أمور الآخرة ، ورفعنا ما كنت فيه من الغفلة عن ذلك ، وقال ابن عباس : الحياة بعد الموت ، قال البيضاوي : الغطاء الحاجب لأمور المعاد وهو الغفلة والإنهماك في المحسوسات ، والإلف بها وقصور النظر عليها ، قال السدي : المراد بالغطاء أنه كان في بطن أمه فولد ، وقيل أنه كان في القبر فنشر ، والأول أولى .
{ فبصرك اليوم حديد } أي : نافذ تبصر به ما كان يخفى عليك في الدنيا ، وتدرك به ما أنكرته فيها والبصر ، قيل : هو بصر القلب ، وقيل : بصر العين ، وقال مجاهد : بصرك أي لسان ميزانك ، حين توزن حسناتك وسيئاتك ، وبه قال الضحاك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.