بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَهُمۡ يَنۡهَوۡنَ عَنۡهُ وَيَنۡـَٔوۡنَ عَنۡهُۖ وَإِن يُهۡلِكُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ} (26)

قوله تعالى : { وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ } يعني : أهل مكة ينهون الناس عن محمد أن يتبعوه ؛ ويتباعدون عنه أي : يتنافرون . ويقال : نزل في شأن أبي طالب . كان يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : إن قريشاً لن يصلوا إليك حتى أوسد في التراب ، فامض يا ابن أخي فما عليك غضاضة يعني : ذلاًّ وكان لا يسلم لأجل المقالة فنزل { وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ } يعني : أبا طالب ينهى قريشاً عن إيذائه ، وينأى عنه ، ويتباعد عن دينه . وهذا قول الكلبي والضحاك ومقاتل . والقول الأول أيضاً قول الكلبي .

ثم قال : { وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ } يعني : وما يهلكون إلا أنفسهم { وَمَا يَشْعُرُونَ } بذلك .