بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُواْ يَٰلَيۡتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِـَٔايَٰتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (27)

قوله تعالى :

{ وَلَوْ تَرَى إذْ وُقِفُوا عَلَى النَّار } قال الكلبي : يعني : حبسوا على النار . وقال مقاتل يعني : عرضوا على النار . وقال الضحاك : يعني : جمعوا على أبوابها . ويقال : وقفوا على متن جهنم والنار تحتهم . وروي في الخبر : أن الناس كلهم وقفوا على متن جهنم كأنها متن الأهالة ، ثم نادى مناد خذي أصحابك ، ودعي أصحابي .

ثم قال : { فَقَالُواْ يا ليتنا نُرَدُّ } إلى الدنيا ولم يذكر في الآية الجواب ، لأن في الكلام ما دل عليه فكأنه يقول : ولو ترى يا محمد كفار قريش حين وقفوا على النار ، لعجبت من ذلك فقالوا : { يا ليتنا نرد إلى الدنيا } . { وَلاَ نُكَذّبَ بآيات رَبّنَا وَنَكُونَ مِنَ المؤمنين } قرأ حمزة وابن عامر وعاصم في رواية حفص : { وَلاَ نُكَذّبَ } بالنصب { وَنَكُونَ } بالنصب وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وعاصم في رواية أبي بكر : { وَلاَ نُكَذّبَ } { وَنَكُونَ } كلاهما بالضم على معنى الخبر . ومن قرأ بالنصب فلأنه جواب التمني . وجواب التمني إذا كان بالواو والفاء يكون بالنصب . كقولك : ليتك تصير إلينا ونكرمك . وقرأ بعضهم : { وَلاَ نُكَذّبَ } بالضم و { نَّكُونَ } بالنصب في رواية هشام بن عمار عن ابن عامر . وقرأ عبد الله بن مسعود : { فَلا نُكَذّبَ } بالفاء .