بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{مَّن يُصۡرَفۡ عَنۡهُ يَوۡمَئِذٖ فَقَدۡ رَحِمَهُۥۚ وَذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡمُبِينُ} (16)

{ مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ } سوء العذاب { يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ } يعني : غفر له وعصمه . قرأ ابن كثير ونافع وأبو عامر وعاصم في رواية حفص { مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ } بضم الياء ونصب الراء على معنى فعل ما لم يسم فاعله . وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر : { مَّن يُصْرَفْ } بنصب الياء ومعناه : من يصرف الله عنه . ولأنه سبق ذكر قوله : { رَبّي } فانصرف إليه .

ثم قال : { وَذَلِكَ الفوز المبين } يعني : صرف العذاب : هو النجاة الوافرة . وروى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاعْلَمُوا أنَّهُ لا يَنْجُو أَحَدٌ بِعَمَلِهِ » قالوا : يا رسول الله ولا أنت ؟ قال : « وَلا أنَا إلاَّ أنْ يَتَغَمَّدِني الله بِرَحْمَتِهِ » يعني : أن الخلق كلهم ينجون برحمة الله تعالى .