بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّٗا فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَهُوَ يُطۡعِمُ وَلَا يُطۡعَمُۗ قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ مَنۡ أَسۡلَمَۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (14)

ثم قال : { قُلْ أَغَيْرَ الله أَتَّخِذُ وَلِيّاً } وذلك أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إنّ آباءك كانوا على مذهبنا ، وإنما تركت مذهبهم للحاجة فارجع إلى مذهب آبائك حتى نغنيك بالمال . فنزلت { قُلْ أَغَيْرَ الله أَتَّخِذُ وَلِيّاً } يعني : أعبد رباً { فَاطِرَ السماوات والأرض } يعني : خالق السموات والأرض . ويقال : مبتدئهما . ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : « كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ » أي ، على ابتداء الخلقة . وهو الإقرار بالله حين أخذ عليهم العهد في أصلاب آباءهم . وإنما صار { فَاطِرَ } كسراً لأنه من صفة الله تعالى يعني : أغير الله فاطر السموات والأرض . وقال الزجاج : يجوز الضم على معنى هو فاطر السموات والأرض . ويجوز النصب على معنى : اذكروا فاطر السموات ، إلا أن الاختيار الكسر .

ثم قال : { وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ } يعني : يرزق ويقال : وهو يرزق ولا يعان على رزق الخلق . وقرأ بعضهم : { وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ } بنصب الياء يعني : يرزق ولا يأكل .

ثم قال : { قُلْ إِنّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ } من أهل مكة يعني : أول من أسلم من أهل مكة ، واستقام على التوحيد { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المشركين } يعني : وقال لي ربي : لا تكونن من المشركين بقولهم : ارجع إلى دين آبائك .