وقوله : { وذكرى }[ 1 ] .
في موضع رفع على العطف على : { كتاب }[ 1 ] عند الكسائي{[22865]} .
و{ كتاب } مرفوع بإضمار مبتدأ{[22866]} ، أي : هذا كتاب{[22867]} .
وقيل : } ذكرى }[ 1 ] مرفوعة على إضمار مبتدأ{[22868]} ، وهو قول{[22869]} البصريين{[22870]} .
وقيل : هو في موضع نصب على العطف على المعنى ؛ لأن المعنى : كتاب أنزلناه إليك ، فعطف على " الهاء " المقدرة ، وهو قول الكسائي أيضا{[22871]} .
وقيل : نصبه على المصدر ، وهو قول{[22872]} البصريين أيضا{[22873]} .
وقيل : هو في موضع خفض على العطف ، على معنى } لتنذر }[ 1 ] ؛ لأن معناه للإنذار{[22874]} وللذكرى{[22875]} .
و " الهاء " في : } منه }[ 1 ] ، تعود على الكتاب{[22876]} .
وقيل : على الإنذار{[22877]} .
وقيل : على التكذيب الذي دل عليه المعنى{[22878]} .
و{ لتنذر{[22879]} به }[ 1 ] ، يراد به التقديم ؛ أن " اللام " {[22880]} متعلقة ب : { أنزل }{[22881]}[ 1 ] .
ومعنى الآية : هذا يا محمد كتاب أنزلناه إليك ، { لتنذر به وذكرى للمؤمنين }[ 1 ] ، أي : يذكرون به الآخرة ، فلا يكن في صدرك ضيق منه{[22882]} .
قال قتادة ، ومجاهد{[22883]} الحرج{[22884]} هنا : الشك{[22885]} ، المراد به المرسل إليهم لا النبي{[22886]} ، وهو قول ابن عباس{[22887]} ، وغيره{[22888]} .
وذكر الزجاج{[22889]} ، وغيره : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( إني أخاف أن{[22890]} يثلغوا رأسي فيجعلوه{[22891]} كالخبزة " {[22892]} .
فالله أعلم نبيه ، صلى الله عليه وسلم ، أنه في أمان منهم ، فقال : { والله{[22893]} يعصمك من الناس }{[22894]} .
وكان منه هذا الخوف بمكة .
ومن رفع " الكتاب " بإضمار مبتدأ{[22895]} ، أجاز{[22896]} الوقف على { المص }{[22897]} .
ومن رفعه ب : { المص{[22898]} } ، لم يقف عليها{[22899]} .
ومن رفع الكتاب بإضمار مبتدأ ، أضمر للهجاء ما يرفعه ، كأنه قال : هذه الحروف ، هذا { كتاب }{[22900]} .
[22865]:إعراب القرآن للنحاس 2/114، وتفسير القرطبي 7/104، وورد غير منسوب في: مشكل إعراب القرآن1/281، ومعاني القرآن للفراء1/370، وجامع البيان12/297، والكشاف 2/82، والمحرر الوجيز 2/372، والبيان 1/353، والتبيان1/555، والبحر المحيط 4/267. ونسبه السمين الحلبي في الدر3/230، للفراء.
[22866]:هناك وجه إعرابي آخر، رفعه بالابتداء. انظر: التحرير والتنوير8/10، وراجع فيه مسوغات الابتداء بالنكرة.
[22867]:قال في مشكل إعراب القرآن: 1/281: " ويجوز أن تضمر الخبر وترفع كتابا، على إضمار مبتدإ". وسبقت الإشارة إلى هذا القول منسوبا إلى الكسائي، وادعى الزجاج له الإجماع في معانيه 2/314. وليس الأمر كذلك، فـ: }كتاب} مرفوع لوجهين كما تقدم قريبا.
[22868]:تقديره: هو ذكرى كما في التبيان 1/555، والبحر 4/269.
[22869]:في الأصل: المصريين، وهو تحريف، وتصويبه من ج، وإعراب القرآن للنحاس 2/14، وتفسير القرطبي 7/104.
[22870]:إعراب القرآن للنحاس 2/14، وتفسير القرطبي7/104.
[22871]:إعراب القرآن للنحاس 2/114، بلفظ: "وقال الكسائي: هي عطف على "الهاء" في "أنزلنا"، وتفسير القرطبي 7/105، بنفس لفظ النحاس.
[22872]:في الأصل: المصريين، وهو تحريف.
[22873]:مشكل إعراب القرآن 1/281، بدون نسبة، وإعراب القرآن للنحاس 2/114، وتفسير القرطبي 7/105، والبحر المحيط4/268، بدون نسبة، والدر المصون 3/230، بدون نسبة أيضا.
[22874]:في الأصل: ولذكرى، وهو تحريف، والتصويب من ج، وتفسير النسفي2/44.
[22875]:مشكل إعراب القرآن 1/281، ومعاني القرآن للزجاج/16، وإعراب القرآن للنحاس 2/114، والكشاف 2/83، والمحرر الوجيز 2/73، والبيان1/353، وزاد المسير، 3/166 والتبيان 1/556، وتفسير القرطبي 7/105، والبحر المحيط 4/268، وتفسير البيضاوي 1/331، وحاشية الصاوي على الجلالين 2/55، وفتح القدير 2/188.
[22876]:إعراب القرآن المنسوب للزجاج 2/570، والمحرر الوجيز 2/372، وزاد المسير3/165، وتفسير القرطبي 7/104، والبحر المحيط4/267، والدر المصون3/229، وفتح القدير 2/87.
[22877]:إعراب القرآن المنسوب للزجاج 2/570، وتفسير القرطبي 7/104، والبحر المحيط 4/267، والدر المصون3/229.
[22878]:إعراب القرآن المنسوب للزجاج2/570، وتفسير القرطبي 7/104، والبحر المحيط 4/267 بلفظه، والدر المصون229.
وتعقب ابن عطية في المحرر 2/372، هذه الأقوال بقوله: "وهذا التخصيص كله لا وجه له، إذ اللفظ يعم الجهات التي هي من سبب الكتاب، ولأجله، وذلك يستغرق التبليغ، والإنذار، وتعرض المشركين، وتكذيب المكذبين، وغير ذلك".
[22879]:في الأصل: لينذر، وهو تصحيف ناسخ.
[22880]:اللام هنا: لام كي، وتسمى لام التعليل أيضا. علة جر المفعول لأجله باللام، في حاشية الصاوي على الجلالين2/55.
[22881]:انظر: الكشاف 2/83، والبيان/353، والبحر المحيط4/267، وتفسير النسفي2/44، والدر المصون 3/229، وتفسير البيضاوي 1/331، وفتح القدير2/187، والتحرير والتنوير8/14. ويراجع ضبط المفعول به {لتنذر} في أضواء البيان2/216.
[22882]:انظر: معاني القرآن للفراء1/370، وجامع البيان 12/297، ومعاني القرآن للزجاج 2/315.
[22883]:هو: مجاهد بن جبر المكي، المقرئ، المفسر، تابعي، ولد سنة21هـ، وتوفي بمكة سنة102هـ. انظر: معرفة القراء الكبار/66، و: طبقات الداوودي2 /305.
[22884]:بشأن كلمة "الحرج" ومعانيها، ينظر: جامع البيان 12/103، وتأويل مشكل القرآن484، ومفردات الراغب 226، وبصائر ذوي التمييز 2/447، ومعجم ألفاظ القرآن 1/245.
[22885]:تفسير المشكل 170، وتفسير مجاهد 333، وجامع البيان 12/296، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1438، وتفسير الماوردي 2/199، وتفسير البيضاوي 3/13، وزاد المسير 3/165، وتفسير القرطبي 7/104، وتفسير ابن كثير 2/200، وفتح القدير 2/187، وأضواء البيان 2/15. وينظر: نقد تفسير "الحرج" هنا بالشك، في المحرر الوجيز 2/372، والبحر المحيط 4/267، وتنزيه القرآن عن المطاعن 143.
[22886]:المقالة المعترضة، وردت بصياغات متقاربة، من غير نسبة، في تفسير السمرقندي 1/530، وتفسير القرطبي 7/104، وفيه: "وفيه بعد"، والبحر المحيط 4/267. وفيه: "وإن صح هذا عن ابن عباس، فيكون مما توجه فيه الخطاب إليه لفظا وهو لأمته معنى". وفي ج: "النبي عليه السلام".
[22887]:غريب ابن عباس 45، بلفظ: "يعني الشك بلغة قريش"، وجامع البيان 12/295، وتفسير الماوردي 2/199، وزاد المسير 3/165، والدر المنثور 3/413.
[22888]:الحسن البصري، كما في تفسير هود بن محكم الهواري 2/5، والسدي، كما في تفسير الماوردي 2/199، وزاد المسير 3/165، وتفسير ابن كثير 2/200، وأضواء البيان 2/215، وابن قتيبة، كما في غريبه 165، وروي أيضا عن سعيد بن جبير وعكرمة، كما في تفسير ابن أبي حاتم 5/148.
[22889]:هو: أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل، لغوي نحوي مفسر، لزم المبرد. توفي311هـ. انظر: طبقات الزبيدي 111، وطبقات الداوودي 1/9.
[22890]:يثلغوا رأسي، بالثاء المثلثة ساكنة، ولام مفتوحة، وغين معجمة: يشدخوه. "وحقيقة الشدخ: فضخك الشيء الرطب بالشيء اليابس حتى يتشدخ، يقال: ثلغه يثلغه ثلغا، و"الفضخ" و"والثلغ" و"الشدخ" كلها بمعنى واحد، ويقال لما سقط من النخل من الرطب وانشدخ: ملثغ"، كما في تفسير غريب ما في الصحيحين 97. وينظر: مشارق الأنوار 1/354، والنهاية في غريب الحديث 1/220. مادة ثلغ.
[22891]:في الأصل: "كالحرة" بإهمال ضبط الخاء المعجمة، والباء الموحدة، والزاي المعجمة، وهو تصحيف ناسخ.
[22892]:معاني القرآن وإعرابه 2/315.
[22894]:عن معاني القرآن للزجاج 2/315 بتصرف يسير.
[22897]:انظر: القطع والإئتناف 329، والمكتفي 256، و: وعلل الوقوف 2/496، والمقصد 9، والمنار142.
[22900]:انظر: معاني القرآن للفراء 1/369.