بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَوَسۡوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ لِيُبۡدِيَ لَهُمَا مَا وُۥرِيَ عَنۡهُمَا مِن سَوۡءَٰتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّآ أَن تَكُونَا مَلَكَيۡنِ أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَٰلِدِينَ} (20)

قوله تعالى : { فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشيطان } أي : زيّن لهما الشيطان { لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءتِهِمَا } يعني : أراد إبليس لعنه الله بالوسوسة ليظهر ما سترا من عوراتهما ، والسوأة كناية عن العورة . وذلك أن إبليس لما رأى محسوده في الجنة ورأى نفسه طريداً لم يصبر ، واحتال لإخراجهما فأتاهما { وَقَالَ مَا نهاكما رَبُّكُمَا عَنْ هذه الشجرة إِلا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ } يعني : أنكما لو أكلتما تصيران كالملكين تموتان أبداً أو تكونا كالملائكة وتعلمان الخير والشر . { أَوْ تَكُونَا مِنَ الخالدين } يعني : إن لم تكونا مَلَكَيْنِ فتكونا من الخالدين لا تموتان . وقرأ بعضهم { مَلِكَيْنِ } بالكسر كما قال : في آية أُخرى { فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشيطان قَالَ يا آدم هَلْ أَدُلُّكَ على شَجَرَةِ الخلد وَمُلْكٍ لاَّ يبلى } [ طه : 120 ] وهي قراءة يحيى بن كثير وهي قراءة شاذة .