تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَوَسۡوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ لِيُبۡدِيَ لَهُمَا مَا وُۥرِيَ عَنۡهُمَا مِن سَوۡءَٰتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّآ أَن تَكُونَا مَلَكَيۡنِ أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَٰلِدِينَ} (20)

الآية 20 وقوله تعالى : { ما ووري عنهما من سوءاتهما } قوله : { ما وري } أي ستر ، وغطّي ، وقوله{[8162]} : { سوءاتهما }عوراتهما{[8163]} ، والسوأة العورة في اللغة .

وفيه أنه يجب أن نكون على حذر من شر إبليس اللعين لئلا يجد فرصة علينا ، فإنه أبدى على سلب نعمة أنعمها الله على عباده حين{[8164]} احتال كل حيلة حتى أبدى لهما ما ووري ، وستر عنهما ، من العورة ، وعمل في إخراجهما من النعم واللّذّات ، وأوقعهما في الشدائد والمشقة ، وفيه أنه ليس حال عليه أشد من أن يرى{[8165]} أحدا في النعم والسعة .

وقوله تعالى : { ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين } قد ذكرنا معنى هذا أيضا في صدر الكتاب{[8166]} .


[8162]:في الأصل: و.
[8163]:في الأصل: عورتهما.
[8164]:في الأصل: حيث.
[8165]:في الأصل: رأى.
[8166]:في تفسير الآية (35) من سورة البقرة.