بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَا تَقۡعُدُواْ بِكُلِّ صِرَٰطٖ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِهِۦ وَتَبۡغُونَهَا عِوَجٗاۚ وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ كُنتُمۡ قَلِيلٗا فَكَثَّرَكُمۡۖ وَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (86)

قوله تعالى : { وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلّ صراط تُوعِدُونَ } أي لا ترصدوا بكل طريق توعدون أهل الإيمان بالقتل { وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله } يقول : تمنعون الناس عن دين الإسلام { مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا } يقول : تريدون بملة الإسلام زيغاً وغيراً . وروي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : { بِكُلّ صراط تُوعِدُونَ } قال : بكل سبيل حتى تصدوا أهلها عنها { وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا } قال وتلتمسون بها الزيغ . ويقال معناه : لا تقعدوا على كل طريق تخوفون الناس وتخوفون أهل الإيمان بشعيب عليه السلام .

ثم قال : { واذكروا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ } أي كنتم قليلاً في العدد فكثَّر عددكم . ويقال : كنتم فقراء فأغناكم وكثر أموالكم { وانظروا كَيْفَ كَانَ عاقبة المفسدين } أي كيف صار آخر أمر المكذبين بالرسل ، يعني : الذين قبلهم قوم نوح وقوم عاد وقوم هود وقوم صالح .