الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلَا تَقۡعُدُواْ بِكُلِّ صِرَٰطٖ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِهِۦ وَتَبۡغُونَهَا عِوَجٗاۚ وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ كُنتُمۡ قَلِيلٗا فَكَثَّرَكُمۡۖ وَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (86)

{ وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ } [ يعني ] في هذا الطريق كقوله :

{ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ } [ الفجر : 14 ] .

{ تُوعِدُونَ } تُهددون { وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } دين الله { مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً } زيغاً وذلك أنّهم كانوا يجلسون على الطرق فيُخبرون مَنْ قصد شعيباً ليُؤمن به إنّ شعيباً كذّاب . فلا يفتنّنك عن [ ذلك ] وكانوا يتوعدون المؤمنين بالقتل ويخوّفونهم .

قال السدي وأبو روق : كانوا [ جبّارين ] . قال عبد الرحمن بن زيد : كانوا يقطعون الطريق . وقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " رأيت ليلة أُسري بي خشبة على الطريق لا يمرّ بها ثوب إلاّ شقّته ولا شيء إلاّ خرقته فقلت ما هذا يا جبرائيل ؟

قال : هذا مثل أقوام من أُمّتك يقعدون على الطريق فيقطعونه ثمّ تلا : { وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ } " .

{ وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ } [ فكثّر بينكم ] { وَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ } يعني آخر قوم لوط