{ فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم } .
{ فمن خاف } أي علم وهو مجاز والعلاقة بينهما أن الإنسان لا يخاف شيئا حتى يعلم أنه مما يخاف منه ، فهو من باب التعبير عن السبب بالمسبب ، ومنه قوله تعالى { إلا أن يخافا أن لا يقيما حدود الله } أي يعلما { من موص جنفا أو إثما } الجنف المجاوزة ، من جنف يجنف إذا جاوزا قاله النحاس ، وقيل الجنف الميل ، قاله في الصحاح والكشاف ، والإثم الظلم ، وقيل الجنف الخطأ في الوصية والإثم العمد { فأصلح بينهم } أي أصلح ما وقع بن الورثة من الشقاق والاضطراب بسبب الوصية بإبطال ما فيه ضرر ومخالفة لما شرعه الله وإثبات ما هو حق كالوصية في قرابة لغير وارث ، والضمير في { بينهم } راجع إلى الورثة وإن لم يتقدم لهم ذكر لأنه قد عرف أنهم المرادون من السياق ، وقيل راجع إلى الموصي لهم وهم الأبوان والقرابة { فلا إثم عليه } أي لا حرج عليه في الصلح وإن كان فيه تبدل لأنه خير بخلاف الأول فإنه ضير { إن الله غفور رحيم } لمن أصلح وصيته بعد الجنف والميل .
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إن الرجل ليعمل والمرأة بطاعة الله ستين سنة ثم يحضرهما الموت فيضاران في الوصية فتجب لهما النار } الحديث{[164]} أخرجه أبو داوود والترمذي ، ومعنى المضارة في الوصية أن لا تمضي أو ينقص بعضها أو يوصي لغير أهلها أو يحيف في الوصية ونحوها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.