{ ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم } .
{ ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس } فيه الخطاب للحمس من قريش ، لأنهم كانوا لا يقفون مع الناس بعرفات بل كانوا يقفون بالمزدلفة وهي من الحرم فأمروا بذلك .
وقد ورد في هذا المعنى روايات عن الصحابة والتابعين عند البخاري ومسلم وغيرهما ، وعلى هذا يكون " ثم " لعطف جملة بمعنى الواو لا للترتيب . وقيل الخطاب لجميع الأمة ، والمراد بالناس " إبراهيم " أي أفيضوا من حيث أفاض إبراهيم فيحتمل أن يكون أمرا لهم بالإفاضة من عرفة ، ويحتمل أن يكون إفاضة أخرى وهي التي من مزدلفة وعلى هذا يكون { ثم } على بابها للترتيب في الذكر لا في الزمان الواقع فيه الأعمال ، وقد رجح هذا الاحتمال الأخير ابن جرير الطبري وهو الذي يقتضيه ظاهر القرآن .
{ واستغفروا الله } أي من مخالفتكم في الموقف ولجميع ذنوبكم وإنما أمروا بالاستغفار لأنهم في مساقط الرحمة ، ومواطن القبول ومظنات الإجابة وقيل أن المعنى استغفروا للذي كان مخالفا لسنة إبراهيم وهو وقوفكم بالمزدلفة دون عرفة وردت أحاديث كثيرة في المغفرة لأهل عرفة ونزول الرحمة عليهم وإجابة دعائهم {[195]} .
{ إن الله غفور رحيم } أي ساتر لذنوب عباده برحمته وفيه دليل على أنه يقبل التوبة من عباده التائبين ويغفر لهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.