{ يسألونك ماذا ينفقون } السائلون هنا هم المؤمنون ، سألوا عن الشيء الذي ينفقونه ما هو أي ما قدره وما جنسه { قل ما أنفقتم من خير } إلى آخره فأجيبوا ببيان المصرف الذي يصرفون فيه تنبيها على أنه الأولى بالقصد لأن الشيء لا يعتد به إلا إذا وضع في موضعه وصادف مصرفه ، وقيل إنه قد تضمن الآية بيان ما ينفقونه وهو كل خير ، وقيل إنما سألوا عن وجوه البر التي ينفقون فيها وهو خلاف الظاهر { وما } شرطية ، وقيل موصولة والأول أولى لتوافق ما بعدها .
{ فللوالدين } قدمهما لوجوب حقهما على الولد لأنهما السبب في وجوده { والأقربين } قدمهم لأن الإنسان لا يقدر أن يقوم بمصالح جميع الفقراء فتقديم القرابة من غيرهم ولأنهم أبعاض الوالدين { واليتامى } لأنهم لا يقدرون على الكسب ولا لهم منفق وقد تقدم الكلام في الأقربين واليتامى { والمساكين وابن السبيل } أي هم أولى به وانظر إلى هذا الترتيب الحسن العجيب في كيفية الإنفاق كيف فصله ثم أتبعه بالإجمال فقال { وما تفعلوا من خير } أي مع هؤلاء أو غيرهم طلبا لوجه الله ورضوانه { فإن الله به عليم } فيجازيكم عليه .
قال ابن مسعود : نسختها آية الزكاة ، وقال الحسن : أنها محكمة ، وقال ابن زيد : هذا في النفل أي التطوع وهو ظاهر الآية فمن أحب التقرب إلى الله بالإنفاق فالأولى به أن ينفق في الوجوه المذكورة في الآية فيقدم الأول فالأول .
ولم يذكر فيها السائلين والرقاب كما في الآية الأخرى اكتفاء بها أو بعموم قوله { وما تفعلوا من خير } فإنه شامل لكل خير وقع في أي مصرف{[202]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.