فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّن قَرۡنٍ هَلۡ تُحِسُّ مِنۡهُم مِّنۡ أَحَدٍ أَوۡ تَسۡمَعُ لَهُمۡ رِكۡزَۢا} (98)

{ وكم أهلكنا قبلهم من قرن } أي أمة وجماعة من الناس ؛ وفي هذا وعد لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بهلاك الكافرين ووعيد لهم وتخويف وإنذار .

{ هل تحس منهم من أحد } هذه الجملة مقررة لمضمون ما قبلها أي هل تشعر بأحد من القرون أو تراه أو تجد أو تعلم ، والإحساس الإدراك بالحاسة والحواس خمس والحس والحسيس الصوت الخفي { أو تسمع لهم ركزا } الركز : الخفاء والصوت الخفي ومنه ركز الرمح ، إذا غيب طرفه في الأرض وقال اليزيدي وأبو عبيدة : الركز ما لا يفهم من صوت أو حركة ، وقال سعيد ابن جبير : هل ترى منهم من أحد ركزا صوتا ، وبه قال ابن عباس .

والمعنى لما أتاهم عذابنا لم يبق شخص يرى ولا صوت يسمع ، يعني هلكوا كلهم ، قال الحسن : بادوا جميعا فلم يبق منهم عين ولا أثر ، يعني هكذا هؤلاء إن أعرضوا عن تدبر ما أنزل عليك فعاقبتهم الهلاك ، فليهن عليك أمرهم ، والله أعلم بالصواب .