فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَا يُسۡـَٔلُ عَمَّا يَفۡعَلُ وَهُمۡ يُسۡـَٔلُونَ} (23)

{ لا يسأل عما يفعل } مستأنفة مبينة أنه سبحانه لقوة سلطانه وعظيم جلاله لا يسأله أحد من خلقه عن شيء من قضائه وقدره من إعزاز وإذلال وإسعاد وإشقاء لأنه الرب المالك للأعناق .

{ وهم } أي العباد { يسألون } عما يفعلون سؤال توبيخ وتقريع يقال لهم يوم القيامة لما فعلتم كذا وكذا ، لأنهم عبيد يجب عليهم امتثال أمر مولاهم ، والله تعالى ليس فوقه أحد يقول له لشيء فعله لما فعلته ؟ .

وقيل : إن المعنى أنه سبحانه لا يؤاخذ على أفعاله وهم يؤاخذون ، قيل والمراد بذلك أنه سبحانه بين لعباده أن من يسأل عن أعماله كالمسيح والملائكة لا يصلح لأن يكون إلها ، قال ابن عباس : ما في الأرض قوم أبغض إليّ من القدرية وما ذاك إلا أنهم لا يعلمون قدرة الله ، قال الله { لا يسأل عما يفعل وهم يسألون } .