فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَعَلَّمۡنَٰهُ صَنۡعَةَ لَبُوسٖ لَّكُمۡ لِتُحۡصِنَكُم مِّنۢ بَأۡسِكُمۡۖ فَهَلۡ أَنتُمۡ شَٰكِرُونَ} (80)

{ وعلمناه صنعة لبوس لكم } اللبوس عند العرب السلاح كله ، درعا كان أو جوشنا أو سيفا أو رمحا ، والمراد في الآية الدروع خاصة ، وهو بمعنى الملبوس كالركوب والحلوب ، قيل أول من صنع الدروع وسردها واتخذها حلقا داوود عليه السلام ، وكانت من قبل صفائح ؛ قالوا إن الله ألان الحديد لداود عليه السلام بأن يعمل منه بغير نار كأنه طين ، والدرع يجمع بين الخفة والحصانة ، وهو قوله { لتحصنكم } بالفوقية بإرجاع الضمير إلى الصنعة أو إلى اللبوس بتأويل الدرع أي لتمنعكم ، وقرئ بالنون بإرجاع الضمير إليه سبحانه ؛ { من بأسكم } أي من حربكم مع أعدائكم ، أو من وقع السلاح فيكم .

{ فهل أنتم } يا أهل مكة { شاكرون } لهذه النعمة التي أنعمنا بها عليكم ، والاستفهام في معنى الأمر ، ثم ذكر سبحانه ما خص به سليمان فقال :