{ و } اذكر َ { إِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ } يقال بوأته منزلا وبوأت له ، كما يقال مكنتك ومكنت لك ، قال الزجاج : معناه جعلنا { مَكَانَ الْبَيْتِ } مبوأ لإبراهيم ، وقيل معنى بوأنا بينا له ، وقيل وطأنا ، وقد رفع البيت إلى السماء أيام الطوفان ، فأعلم الله إبراهيم مكانه بريح أرسلها فكنست مكان البيت فبناه على رأسه القديم وجعل طوله في السماء سبعة أذرع بذراعهم ، وذرعه في الأرض ثلاثين ذراعا بذراعهم ، وأدخل الحجر في البيت ولم يجعل له سقفا ، وجعل له بابا وحفر له بئرا يلقى فيها ما يهدى للبيت وبناه قبله شيث وقبل شيث آدم وقبل آدم الملائكة وقد تقدم الكلام عليه في سورة البقرة .
{ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا } أي أوحينا إليه أن لا تعبد غيري ، قال المبرد : كأنه قيل له وحدني في هذا البيت ، لأن معنى لا تشرك بي وحدني .
وقالت فرقة : الخطاب بقوله : { أَن لَّا تُشْرِكْ } لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا ضعيف جدا .
{ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ } من الشرك والأقذار وعبادة الأوثان ، وفي الآية طعن على أن من أشرك من قطان البيت ، أي هذا كان الشرط على أبيكم فمن بعده ، وأنتم فلم تفوا بل أشركتم . والمعنى تطهيره من الكفر والأوثان والدماء والبدع وسائر النجاسات .
وقيل : عنى به التطهير عن الأوثان فقط ، وذلك أن جرهما والعمالقة كانت لهم أصنام في محل البيت وحوله قبل أن يبنيه إبراهيم ، وقيل المعنى نزهه أن يعبد فيه صنم ، وهذا أمر بإظهار التوحيد فيه ، وقد مر في سورة براءة ما فيه كفاية في هذا المعنى .
{ لِلطَّائِفِينَ } الذين يطوفون بالبيت { وَالْقَائِمِينَ } هم المصلون { و } ذكر قوله : { الرُّكَّعِ السُّجُودِ } بعده لبيان أركان الصلاة دلالة على عظم شأن هذه العبادة ، وقرن الطواف بالصلاة لأنهما لا يشرعان إلا في البيت ، كالطواف عنده والصلاة عليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.