فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قَدۡ يَعۡلَمُ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ وَيَوۡمَ يُرۡجَعُونَ إِلَيۡهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمُۢ} (64)

{ أَلَا إِنَّ لِلَّهِ } تنبيه على أن لا يخالفوا أمر من له { مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } من المخلوقات بأسرها فهي ملكه ، وخلقه وعبيده { قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ } أيها العباد من الأحوال التي أنتم عليها ، فيجازيكم بحسب ذلك ، ويعلم ههنا بمعنى علم ، وأدخل قد ليؤكد علمه بما هم عليه من المخالفة عن الدين الحق ، ويرجع توكيد العلم إلى توكيد الوعيد .

{ وَيَوْمَ } أي ويعلم يوم { يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ } فيجازيهم فيه بما عملوا ، وفيه التفات عن الخطاب ، وتعليق علمه سبحانه بيوم الرجوع لا بنفس رجوعهم لزيادة تحقق علمه ، لأن العلم بوقت وقوع الشيء يستلزم العلم بوقوعه على أبلغ وجه { فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا } من الأعمال التي من جملتها مخالفة الأمر ، والظاهر من السياق أن هذا الوعيد للمنافقين .

{ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } لا يخفى عليه شيء من أعمالهم وغيرها ، عن عقبة بن عامر قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو يقرأ هذه الآية في خاتمة سورة النور ، وهو جاعل أصبعيه تحت عينيه . يقول : بكل شيء بصير ، أخرجه الطبراني وغيره . قال السيوطي بسند حسن .