فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{۞وَحَرَّمۡنَا عَلَيۡهِ ٱلۡمَرَاضِعَ مِن قَبۡلُ فَقَالَتۡ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰٓ أَهۡلِ بَيۡتٖ يَكۡفُلُونَهُۥ لَكُمۡ وَهُمۡ لَهُۥ نَٰصِحُونَ} (12)

{ وحرمنا عليه المراضع } جمع مرضع ، وقيل : جمع مرضع بفتح الضاد : هو الرضاع ، أو موضعه وهو الثدي ، أي : منعناه أن يرضع من المرضعات جعله مجازا إما استعارة أو مرسلا ، لأن من حرم عليه شيء فقد منعه لأن الصبي ليس من أهل التكليف .

{ من قبل } أي : من قبل أن نرده إلى أمه أو من قبل أن تأتيه أمه ، أو من قبل قصها لأثره قال ابن عباس : لا يؤتى بمرضع فيقبلها ، وقد كانت امرأة فرعون طلبت لموسى المرضعات ليرضعنه فلم يرضع من واحدة منهن .

{ فقالت } أخته لما رأت امتناعه من الرضاع وحنوهم عليه { هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم ؟ } أي يضمنون لكم القيام به ورضاعه ، وهي امرأة قتل ولدها ، وأحب شيء إليها أن تجد ترضعه .

{ وهم له ناصحون } أي مشفقون عليه لا يقصرون في إرضاعه وتربيته ، والنصح : إخلاص العمل من شائبة الفساد ، وفي الكلام حذف أي : قالوا لها : من هم ؟ فقالت : أمي فقيل : وهل لأمك ابن ؟ قالت : نعم ابن أخي هارون ، وكان ولد في السنة التي لا يقتل فيها فدلتهم على أم موسى فدفعوه إليها فقبل ثديها ورضع منه ، قيل : كانوا يعطونها كل يوم دينارا ، وإنما حل لها ما تأخذه لأنه مال حربي لا أنه أجرة على أرضاع ولدها .