{ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ( 10 ) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ( 11 ) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ( 12 ) }
{ وأصبح } أي صار { فؤاد أم موسى فارغا } من كل شيء إلا من أمر موسى ؛ كأنها لم تهتم بشيء سواه ، قاله المفسرون . وقال أبو عبيدة : خاليا من ذكر كل من في الدنيا إلا من ذكر موسى ، وقال الحسن ، وابن اسحق وابن زيد : فارغا مما أوحى الله إليها من قوله : ولا تخافي ولا تحزني ، وذلك لما سول الشيطان لها من غرقه وهلاكه ، وقال الأخفش : فارغا من الخوف والغم لعلمها أنه لم يغرق وهلاكه ، وقال الأخفش : فارغا من الخوف والغم لعلمها أنه لم يغرق بسبب ما تقدم من الوحي إليها ، وروي مثله عن أبي عبيدة أيضا ، وقال الكسائي : ناسيا ذاهلا ، وقيل صفرا من العقل ، وقال العلاء ابن زياد : نافرا .
وقال سعيد ابن جبير : والها ، كادت تقول وا ابناه عن شدة الجزع .
وقال مقاتل : كادت تصيح شفقة عليه من الغرق .
وقيل : المعنى أنها لما سمعت بوقوعه في يد فرعون طار عقلها من فرط الجزع والدهش .
قال النحاس : وأصح هذه الأقوال الأول والذين قالوه أعلم بكتاب الله فإذا كان فارغا من كل شيء إلا مكن ذكر موسى ، فهو فارغ من الوحي . وقول من قال فارغا من الغم غلط قبيح . لأن بعده إن كادت لتبدي به ، لولا أن ربطنا على قلبها ، وقرئ فزعا مكانا فارغا ، من الفزع ، أي خائفا وجلا وقرأ ابن عباس : قرعا من قرع رأسه إذا انحسر شعره .
{ إن كادت لتبدي به } من بدا يبدو إذا ظهر ، وأبدى يبدي أي أظهر والمعنى لتظهر أمر موسى ، وإنه ابنها من فرط ما دهمها من الدهش ، والخوف والحزن وقيل الضمير في ( به ) عائد إلى الوحي الذي أوحي إليها ، والأول أولى وقال الفراء : لتبدي باسمه لضيق صدرها ، وقال ابن عباس : تقول يا ابناه وقيل الباء زائدة للتأكيد ، والمعنى لتبديه ، كما تقول أخذت الحبل وبالحبل ، وقيل المعنى لتبدي القول به .
{ لولا أن ربطنا على قلبها } بالعصمة والصبر والتثبت ، قال الزجاج : معنى الربط على القلب إلهام وتقويته ، وجواب لولا محذوف أي لأبدت .
{ لتكون من المؤمنين } أي ربطنا على قلبها لتكون من المصدقين بوعد الله وهو قوله إنا رادوه إليك قال يوسف بن الحسين : أمرت أم موسى بشيئين ، ونهيت عن شيئين وبشرت بشيئين فلم ينفعها الكل حتى تولى الله حياطتها فربط على قلبها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.