{ فلما قضى موسى الأجل } الذي هو أكملهما وأوفاهما ، وهو العشرة الأعوام ، والفاء فصيحة ؛ عن ابن عباس أنه سئل أي الأجلين قضى موسى ؟ قال : " أكثرهما وأطيبهما إن رسول الله إذا قال فعل " ، وصححه الحاكم أقول : في قوله إذا قال رسول الله فعل نظر ، فإن موسى لم يقل إنه سيقضي أكثر الأجلين ، بل قال : أيما الأجلين قضيت فلا عدوان عليّ ، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن موسى قضى أتم الأجلين من طرق أخرج الخطيب في تاريخه عن خيره عن أبي ذر قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا سئلت أي الأجلين قضى موسى فقل : خيرهما وأبرهما : وإن سئلت أي المرأتين تزوج ؟ فقل الصغرى منهما ، وهي التي جاءت فقالت يا أبت استأجره " .
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال لي جبريل : يا محمد إن سألك اليهود أي الأجلين قضى موسى ؟ فقل : أوفاهما وإن سألوك أيهما تزوج ؟ فقل الصغرى منهما " فروايات أنه قضى أتم الأجلين لها طرق يقوي بعضها بعضا .
{ و } لما تم الأجل ودنا أيام الزلفة وظهرت أنوار النبوة { سار بأهله } زوجته بإذن أبيها إلى مصر ليشتركوا معه في لطائف صنع ربه ، وقيل : سار لصلة رحمه وزيارة أمه وأخيه وهذا أولى ، وفيه دليل على أن الرجل يذهب بأهله حيث شاء .
{ آنس من جانب الطور } أي أبصر من الجهة التي تلي الطور { نارا } وذلك أنه كان في البرية في ليلة مظلمة شديدة البرد وأخذ امرأته الطلق ، وقد تقدم تفسير هذا في سورة طه مستوفى ، قال ابن عباس : لما قضى موسى الأجل سار بأهله فضل الطريق ، وكان في الشتاء ، فرفعت له نار فلما رآها ظن أنها نار وكانت من نور الله .
{ قال لأهله : امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر } أي لعلي أجد من يدلني على الطريق فإن لم أجد خبرا آتيكم بشهاب قبس وهو المراد بقوله { أو جذوة من النار } وهذا تقدم تفسيره أيضا في سورة طه ، وفي سورة النمل ، وقرئ جذوة بكسر الجيم ، وبضمها وبفتحها ، وهي لغات في العود الذي في رأسيه نار ، هذا هو المشهور ، وقيده بعضهم فقال : نار من غفير لهب وقد ورد ما يقتضي وجود اللهب فيه ، قال الجوهري الجذوة والجذوة الجمرة . والجمع جذى وجذيّ وجذيّ ، قال مجاهد : إن الجذوة قطعة من الجمر في لغة العرب ، وقال أبو عبيدة . هي القطعة الغليظة من الخشب كأن في طرفها نارا ولم تكن ، وليس المراد هنا إلا ما في رأسه نار قاله السمين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.