فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ} (56)

{ إنك لا تهدي من أحببت } هدايته من الناس ؛ وليس ذلك إليك . { ولكن الله يهدي من يشاء } هدايته { وهو أعلم } أي عالم { بالمهتدين } أي : القابلين للهداية المستعدين لها .

أخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث المسيب ومسلم وغيره من حديث أبي هريرة أن هذه الآية نزلت في أبي طالب لما امتنع من الإسلام ؛ وقد تقدم ذلك في براءة . قال الزجاج : أجمع المفسرون على أنها نزلت في أبي طالب .

وقد تقرر في الأصول أن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ؛ فيدخل في ذلك أبو طالب دخولا أوليا . والآية حجة على المعتزلة لأنهم يقولون : الهدى هو البيان ؛ وقد هدى الناس أجمع ولكنهم لم يهتدوا بسوء اختيارهم . فدل أن وراء البيان ما يسمى هداية ؛ وهو خلق الاهتداء وإعطاء التوفيق والقدرة .