{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ( 59 ) وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ ( 60 ) أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ( 61 ) وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ( 62 ) }
{ وما كان ربك } بيان للعادة الربانية أي : ما صح ، ولا استقام ، وما كان ، وما ثبت في حكمه الماضي ، وقضائه السابق أن يكون { مهلك القرى } الكافر أهلها قبل الإنذار { حتى يبعث } ويرسل { في أمها } أي أكبرها وأعظمها { رسولا } ينذرهم .
و { يتلو عليهم آياتنا } أي تاليا عليهم آيات الله الدالة الناطقة بما أوجبه الله عليهم ، وما أعده من الثواب للمطيع ، والعقاب للعاصي ، ومخبرا أن العذاب سينزل بهم إذا لم يؤمنوا ، وخص الأعظم منها بالبعثة إليها لأن فيها أشراف القوم وأهل الفهم والرأي ، وفيها الملوك والأكابر فصارت بهذا الاعتبار كالأم لما حولها من القرى وقال الحسن : أم القرى أولها ، وقيل : المراد بأم القرى هنا مكة كما في قوله : { إن أول بيت وضع للناس } الآية ، والالتفات إلى نون العظمة لتربية المهابة والروعة ، وقد تقدم بيان ما تضمنته هذه الآية آخر سورة يوسف .
{ وما كنا مهلكي القرى وأهلها ظالمون } معطوفة على الجملة التي قبلها والاستثناء مفرغ من أعم الأحوال أي : وما كنا مهلكين لأهل القرى من بعد أن نبعث إلى أمها رسولا يدعوهم إلى الحق في حال من الأحوال إلا حال كونهم ظالمين قد استحقوا الإهلاك لإصرارهم على الكفر ، بعد الإعذار إليهم ، وتأكيد الحجة عليهم ، كقوله سبحانه { وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.