فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ فَٱخۡرُجۡ مِنۡهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٞ} (77)

{ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا } مستأنفة كالتي قبلها أي فاخرج من الجنة أو من زمرة الملائكة ، وقيل من الخلقة التي كنت عليها لأنه كان يفتخر بخلقته فغير الله خلقته وأسود بعد ما كان أبيض ، وقبح بعدما كان حسنا ، وأظلم بعد أن كان نورانيا ، وهذا يدل على أنه لم يكن كافرا حين كان بين الملائكة ، ولأن الله تعالى لم يحك عنه إلا الاستكبار عن السجود ، فهذا دليل على أنه صار كافرا حين لم يسجد ، ذكره الطيبي ، ثم علل أمره بالخروج بقوله .

{ فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } أي مرجوم بالكواكب ، مطرود من كل خير ، ملعون بترك أمره .