فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ مِن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَـٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ نَقِيرٗا} (124)

{ ومن يعمل من } من للتبعيض أي بعض { الصالحات } وهي الفرائض قاله ابن عباس ، وقال الطبري من زائدة عند قوم وهو ضعيف لأن المكلف لا يطيق عمل كل الصالحات ، حال كونه { من ذكر أو أنثى وهو مؤمن } أي حال كونه مؤمنا ، والحال الأول لبيان من يعمل ، والحال الأخرى لإفادة اشتراط الإيمان في كل عمل صالح ، وفيه إشارة إلى أن الأعمال ليست من الإيمان .

{ فأولئك } إشارة إلى العامل المتصف بالإيمان ، قرئ { يدخلون الجنة } على البناء للمجهول وللمعلوم والجمع باعتبار معنى ( من ) كما أن الإفراد فيما سبق باعتبار لفظها { ولا يظلمون نقيرا } أي قدر النقير وهو النقرة في ظهر النواة ومنها تنبت النخلة ، وهذا على سبيل المبالغة في نفي الظلم ووعد بتوفية جزاء أعمالهم من غير نقصان ، كيف والمجازي أرحم الراحمين .