فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَأَدۡبَٰرَ ٱلسُّجُودِ} (40)

{ ومن الليل فسبحه } من للتبعيض أي سبحه بعض الليل ، وقيل : هي صلاة الليل ، وقيل ركعتا الفجر ، وقيل صلاة العشاء والأول أولى .

{ وإدبار السجود } أي وسبحه أعقاب الصلوات ، قرء الجمهور بفتح الهمزة جمع دبر ، وقرئ يكسرها على المصدر من أدبر الشيء إدبارا إذا ولى وقال جماعة من الصحابة والتابعين : إدبار السجود الركعتان بعد المغرب ، وإدبار النجوم الركعتان قبل الفجر ، وقد اتفق القراء السبعة في إدبار النجوم أنه بكسر الهمزة .

وعن ابن عباس قال : " بت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر ، ثم خرج إلى الصلاة فقال : يا بن عباس ركعتان قبل صلاة الفجر إدبار النجوم ، وركعتان بعد المغرب إدبار السجود " {[1534]} أخرجه الترمذي والحاكم وصححه وابن مردويه وابن أبي حاتم .

وعن علي ابن أبي طالب قال : " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إدبار النجوم وإدبار السجود فقال : إدبار السجود ركعتان بعد المغرب ، وإدبار النجوم ركعتان قبل الغداة " أخرجه مسدد في مسنده وابن المنذر وابن مردويه .

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه إدبار السجود ركعتان بعد المغرب وإدبار النجوم ركعتان قبل الفجر ، وعن أبي هريرة مثله ، وقال ابن عباس أمره أن يسبح في إدبار الصلوات كلها ، وبه قال مجاهد ، قال الكرخي :

لخبر أبي هريرة في الصحيح مرفوعا " من سبح دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين فذلك تسعة وتسعون وتمام المائة لا إليه إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر " {[1535]} .


[1534]:رواه الحاكم.
[1535]:رواه مسلم.