فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ} (7)

{ خشعا أبصارهم } قرأ الجمهور : خشعا ، جمع خاشع ، وقرئ خاشعا على الإفراد ، وقرأ ابن مسعود : خاشعة ، قال الفراء : الصفة إذا تقدمت على الجماعة جاز فيها التذكير والتأنيث ، والجمع ، يعني جمع التكسير لا جمع السلامة لأنه يكون من الجمع بين الفاعلين ، والخشوع في البصر الخضوع والذلة وأضاف الخشوع إلى الإبصار لأن العز والذل يتبين فيها ، ويظهر أكثر من ظهوره على بقية البدن .

{ يخرجون } أي الناس مطلقا مؤمنهم وكافرهم { من الأجداث } واحدها جدث وهو القبر { كأنهم } لكثرتهم وتموجهم واختلاط بعضهم ببعض { جراد منتشر } أي منبث : في الأقطار ، مختلط بعضه ببعض في الأماكن لا يدرون أين يذهبون من الخوف والحيرة