ثم ذكر سبحانه أعمالهم التي استحقوا بها هذا العذاب فقال : { إنهم كانوا قبل ذلك } أي قبل هذا العذاب النازل بهم { مترفين } في الدنيا أي منعمين بما لا يحل لهم فمنعهم ذلك من الإنزجار ، وشغلهم عن الاعتبار ، وإنما كان الترفة هنا ذما من حيث إنهم جعلوا من جملته القعود عن الطاعات وتركها ، فصح ذمهم بهذا الإعتبار مع أنه في الواقع ليس ذما في حد ذاته ، والمترف المتنعم ، وقال السدي : مشركين ، وقيل : متكبرين والأول أولى والجملة تعليل لاستحقاقهم هذه العقوبة .
قال الرازي : والحكمة في ذكره سبب عذابهم ولم يذكر في أصحاب اليمين سبب ثوابهم ، فلم يقل : إنهم كانوا قبل ذلك شاكرين مذعنين ، وذلك للتنبيه على أن الثواب منه تعالى فضل والعقاب منه عدل والفضل سواء ذكر سببه أو لم يذكر لا يوهم بالمتفضل نقصا ولا ظلما ، وأما العدل فإنه إن لم ذكر سبب العقاب يظن أنه ظالم ، ويدل على ذلك أنه تعالى لم يقل في حق أصحاب اليمين { جزاء بما كانوا يعملون } كما قال في السابقين ، لأن أصحاب اليمين نجوا بالفضل العظيم لا بالعمل بخلاف من كثرت حسناته فإنه يحسن إطلاق الجزاء في حقه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.