فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ ٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ} (11)

{ قل } يا محمد لهؤلاء المستهزئين { سيروا في الأرض } أي سافروا فيها معتبرين ومتفكرين ، وقيل هو سير الأقدام { ثم انظروا } بأعينكم آثار من كان قبلكم لتعرفوا ما حل بهم من العقوبة أو نظر فكرة وعبرة وهو بالبصيرة لا بالبصر .

{ كيف كان عاقبة المكذبين } بعدما كانوا فيه من النعيم العظيم الذي يفوق ما أنتم عليه فهذه ديارهم خربة وجناتهم مغبرة وأراضيهم مكفهرة ، فإذا كانت عاقبتهم هذه العاقبة فأنتم بهم لاحقون وبعد هلاكهم هالكون ، والعاقبة مصدر أي منتهى الشيء وما يصير إليه والعاقبة إذا أطلقت اختصت بالثواب وبالإضافة قد تستعمل في العقوبة فصح أن تكون استعارة كقوله فبشرهم بعذاب أليم .