فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَيَوۡمَ نَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ أَيۡنَ شُرَكَآؤُكُمُ ٱلَّذِينَ كُنتُمۡ تَزۡعُمُونَ} (22)

{ ويوم نحشرهم جميعا } منصوب بفعل مضمر بعده أي ويوم نحشرهم كان كيت وكيت وحذف ليكون أبلغ في التخويف أو التقدير أنه لا يفلح الظالمون اليوم في الدنيا ويوم نحشرهم ، قاله محمد بن جرير وقيل التقدير أنظر كيف كذبوا وفيه بعد ، وقيل اتقوا يوم نحشرهم ، والأول أولى والضمير يعود على المفترين بالكذب ، وقيل على الناس كلهم فيندرج هؤلاء فيهم والتوبيخ مختص بهم وقيل يعود على المشركين وأصنامهم .

{ ثم نقول للذين أشركوا أين شركاءهم } الاستفهام للتقريع والتوبيخ للمشركين ، وأضاف الشركاء إليهم لأنها لم تكن شركاء لله في الحقيقة بل لما سموها شركاء أضيفت إليهم وهي ما كانوا يعبدونه من دون الله أو مع الله { الذين كنتم تزعمون } أي تزعمونها شركاء ، ووجه التوبيخ أن معبوداتهم غابت عنهم في تلك الحال أو كانت حاضرة ، ولكن لا ينتفعون بها بوجه من الوجوه فكان وجودها كعدمها .