فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَيَوۡمَ نَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ أَيۡنَ شُرَكَآؤُكُمُ ٱلَّذِينَ كُنتُمۡ تَزۡعُمُونَ} (22)

قوله : { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ } قرأ الجمهور بالنون في الفعلين ، وقرئ بالياء فيهما ، وناصب الظرف محذوف مقدر متأخراً ، أي يوم نحشرهم كان كيت وكيت ، والاستفهام في { أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ } للتقريع والتوبيخ للمشركين . وأضاف الشركاء إليهم ، لأنها لم تكن شركاء لله في الحقيقة ، بل لما سموها شركاء أضيفت إليهم ، وهي ما كانوا يعبدونه من دون الله ، أو يعبدونه مع الله . قوله : { الذين كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } أي تزعمونها شركاء ، فحذف المفعولان معاً ، ووجه التوبيخ بهذا الاستفهام أن معبوداتهم غابت عنهم في تلك الحال ، أو كانت حاضرة ولكن لا ينتفعون بها بوجه من الوجوه ، فكان وجودها كعدمها .

/خ28