نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَيَوۡمَ نَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ أَيۡنَ شُرَكَآؤُكُمُ ٱلَّذِينَ كُنتُمۡ تَزۡعُمُونَ} (22)

ولما كان معنى هذا أنهم أكذب الناس ، دل عليه بكذبهم يوم الحشر بعد انكشاف الغطاء فقال : { ويوم } أي اذكر كذبهم على الله{[29202]} وتكذيبهم في هذه الدار ، واذكر أعجب من ذلك ، وهو كذبهم في عالم الشهادة عند كشف الغطاء وارتفاع الحجب يوم { نحشرهم } أي نجمعهم بما لنا من العظمة وهم كارهون صاغرون { جميعاً } أي{[29203]} أهل الكتاب والمشركين وغيرهم ومعبوداتهم ، وأشار إلى عظمة ذلك اليوم وطوله ومشقته وهوله بقوله بأداة التراخي : { ثم نقول } أى بما لنا من العظمة التي انكشفت لهم أستارها وتبدت لهم{[29204]} بحورها وأغوارها{[29205]} توبيخاً وتنديماً { للذين أشركوا } أي سموا شيئاً من دوننا{[29206]} إلهاً وعبدوه{[29207]} بالفعل من الأصنام أو عزير أو المسيح أو الظلمة أو النور أو غير ذلك ، أو{[29208]} بالرضى بالشرك ، فإن الرضى بالشيء فعل له لا سيما إن انضم إليه تكذيب المحق والشهادة للمبطل بأن دينه خير{[29209]} { أين شركاؤكم } أضافهم إلى ضميرهم لتسميتهم{[29210]} لهم بذلك { الذين كنتم تزعمون } أي أنهم شركاؤنا بالعبادة أو الشهادة بما يؤدي إليها ، ادعوهم اليوم لينقصوكم{[29211]} مما نريد من ضركم ، أو يرفعوكم مما نريد من وضعكم ، وسؤالهم هذا يجوز أن يكون مع غيبة الشركاء عنهم وأن يكون عند{[29212]} إحضارهم لهم ، فيكون الاستفهام عما كانوا يظنون من نفعهم ، فكأن غيبته{[29213]} غيبتهم .


[29202]:من ظ، وفي الأصل: إنه.
[29203]:زيد من ظ.
[29204]:في ظ: محورها واعوارها.
[29205]:في ظ: محورها واعوارها.
[29206]:في ظ: دونها.
[29207]:من ظ، وفي الأصل: عبدوها.
[29208]:زيد من ظ.
[29209]:في ظ: خيرا.
[29210]:في ظ: لتشميتهم.
[29211]:في ظ: لينفعوكم.
[29212]:في ظ: عنده.
[29213]:في ظ: عليه.