{ ولو ترى } الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكل من تتأتى منه الرؤية ، وعبر عن المستقبل أي يوم القيامة بلفظ الماضي تنبيها على تحقيق وقوعه كما ذكره علماء المعاني { إذ وقفوا على النار } معناه حبسوا عليها يقال وقفته وقفا ووقف وقوفا وقيل معناه ادخلوها فيكون { على } بمعنى في ، وقيل هي بمعنى الباء أي وقفوا بالنار أي بقربها معاينين لها ، ومفعول ترى وجواب لو محذوف ليذهب السامع كل مذهب والتقرير لو تراهم إذ وقفوا على النار لرأيت منظرا هائلا وحالا فظيعا وأمرا عجيبا .
{ فقالوا يا ليتنا نرد } إلى الدنيا { ولا نكذب بآيات ربنا } أي الناطقة بأحوال النار وأهوالها الآمرة بارتقائها إذ هي التي تخطر حينئذ ببالهم ويتحسرون على ما فرطوا في حقها أو بجميع آياته المنتظمة لتلك الآيات انتظاما أوليا { ونكون من المؤمنين } {[685]} بها والعاملين بما فيها والأفعال الثلاثة داخلة تحت التمني أي تمنوا الرد ، وأن لا يكذبوا ، وأن يكونوا من المؤمنين برفع الأفعال الثلاثة كما هي قراءة الكسائي وأهل المدينة ، وقرئ بنصب نكذب ونكون بإضمار أن بعد الواو على جواب التمني ، واختار سيبويه القطع في ولا نكذب فيكون غير داخل في التمني ، والتقدير ونحن لا نكذب على معنى الثبات على ترك التكذيب أي لا نكذب رددنا أو لم نرد ، قال وهو مثل دعني ولا أعود أي لا أعود على كل حال تركتني أو لم تتركني .
واستدل أبو عمرو بن العلاء على خروجه من التمني بقوله : { وإنهم لكاذبون } لأن الكذب في التمني لا يكون ، وقرأ ابن عامر ونكون بالنصب وأدخل الفعلين الأولين في التمني ، وقرأ أبي ولا نكذب بآيات ربنا أبدا . وقرأ هو وابن مسعود فلا نكذب بالفاء والنصب ، والفاء ينصب بها في جواب التمني كما ينصب بالواو كما قال الزجاج ، وقال أكثر البصريين لا يجوز الجواب إلا بالفاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.