ثم امتن سبحانه على عباده فقال { هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا } أي سهلة لينة مذللة تستقرون عليها ، منقادة لما تريدون منها من مشي عليها ، وزرع وحبوب وغرس وغير ذلك ، ولم يجعلها خشنة بحيث يمتنع عليكم السكون والمشي عليها ، والذلول في الأصل هو المنقاد الذي يذل لك ولا يستصعب عليك ، والمصدر الذل ، وتقديم " لكم " على مفعولي الجعل مع أن حقه التأخر عنهما ، للاهتمام بما قدم والتشويق إلى ما أخر ، فإن ما حقه التقديم إذا أخر ، لاسيما عند كون المقدم مما يدل على كون المؤخر من منافع المخاطبين ، تبقى النفس مترقبة لوروده ، فيتمكن لديها عند ذكره فضل تمكن .
{ فامشوا في مناكبها } استدلالا واسترزاقا ، والفاء لترتيب الأمر بالمشي على الجعل المذكور ، والأمر للإباحة ، قال مجاهد والكلبي ومقاتل : مناكبها طرقها وأطرافها ونواحيها وجوانبها ، وقال قتادة وشهر بن حوشب : مناكبها جبالها وقيل : فجاجها وبه قال ابن عباس ، وقال أيضا : أطرافها ، وأصل المنكب الجانب ، ومنه منكب الرجل ، ومنه الريح النكباء ، لأنها تأتي من جانب دون جانب .
{ وكلوا من رزقه } أي مما رزقكم وخلقه لكم ، والتمسوا من نعم الله تعالى .
" عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يحب العبد المؤمن المحترف " ( {[1605]} ) أخرجه الطبراني وابن عدي والبيهقي في الشعب والحكيم الترمذي { وإليه } لا إلى غيره { النشور } من قبوركم للجزاء ، فيسألكم عن شكر ما أنعم عليكم ، فبالغوا في شكر نعمه وآلائه ، وفي هذا وعيد شديد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.