فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمۡتُمۡ حَلَٰلٗا طَيِّبٗاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (69)

روي أنهم أمسكوا عن الغنائم فنزل { فكلوا } فالفاء لترتيب ما بعدها على سبب محذوف أي قد أبحت لكم الغنائم فكلوا { مما غنمتم } أو المعنى اتركوا الفداء فكلوا مما غنمتم من غيره ، وقيل إن " ما " عبارة عن الفداء أي كلوا من الفداء الذي غنمتم فإنه من جملة الغنائم التي أحلها الله لكم أكلا ، ويأباه سياق النظم الكريم وسباقه .

{ حلالا طيبا } أي أكلا حلالا أو النصب على الحال ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ولم تحل الغنائم لأحد قبلنا ثم أحل الله لنا وذلك بأن رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا{[861]} ، أخرجه البخاري ومسلم { واتقوا الله } فيما يستقبل فلا تقدموا على شيء لم يأذن الله لكم به { إن الله غفور } لما فرط منكم { رحيم } بكم فلذلك رخص لكم في أخذ الفداء في مستقبل الزمان .


[861]:- البخاري كتاب الخمس باب 8.