{ فإن رجعك الله } الرجع متعد كالرد والرجوع لازم واللازم من باب جلس والمتعدي من باب قطع وفي الكرخي معنى الرجوع تصيير الشيء إلى المكان الذي كان فيه ، يقال رجعته رجعا كقولك رددته والفاء لتفريع ما بعدها على ما قبلها .
وإنما قال { إلى طائفة منهم } لأن جميع من أقام بالمدينة لم يكونوا منافقين بل كان فيهم غيرهم من المؤمنين لهم أعذار صحيحة ، وفيهم من المؤمنين من لا عذر له ، ثم عفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتاب الله عليهم كالثلاثة الذين خلفوا ، وسيأتي بيان ذلك .
وقيل إنما قال : { إلى طائفة } لأن منهم من تاب عن النفاق وندم على التخلف ، وفي البيضاوي أن المتخلفين كانوا اثني عشر رجلا .
{ فاستأذنوك للخروج } معك في غزوة أخرى بعد عزوتك هذه { فقل } لهم إخراجا لهم عن ديوان الغزاة وإبعادا لمحلهم عن محفل صحبتك { لن تخرجوا معي أبدا } إلى غزوة ولا إلى سفر ، وهذا إخبار في معنى النهي للمبالغة { ولن تقاتلوا معي عدوا } أي قل لهم ذلك عقوبة لهم ولما في استصحابهم من المفاسد كما تقدم في قوله { لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا } .
{ إنكم رضيتم بالقعود } تعليل أي لن تخرجوا معي ولن تقاتلوا لأنكم رضيتم بالقعود والتخلف { أول مرة } وهي غزوة تبوك ، والفاء في { فاقعدوا مع الخالفين } لتفريع ما بعدها على ما قبلها ، والخالفين جمع خالف كأنهم اخلفوا الخارجين ، والمراد بهم من تخلف عن الخروج بعد القوم ، وقيل المعنى فاقعدوا مع الفاسدين ، من قولهم فلان خالف أهل بيته إذا كان فاسدا فيهم .
ومن ذلك خلف اللبن أي فسد بطول المكث في السقاء ، ذكر معناه الأصمعي وقرئ مع الخلفين ، قال الفراء : معناه المخالفين ، قيل المراد بهم النساء والصبيان والرجال العاجزون ، فلذلك جاز جمعه للتغليب .
وقال قتادة : الخالفون النساء وهو مردود لأجل الجمع ، قال ابن عباس : الخالفين هم الرجال الذين تخلفوا عن الغزو بغير عذر ، وفي الآية دليل على أن الرجل إذا ظهر منه مكروه وخداع وبدعة يجب الانقطاع عنه وترك مصاحبته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.