الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَإِن كُنتَ فِي شَكّٖ مِّمَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ فَسۡـَٔلِ ٱلَّذِينَ يَقۡرَءُونَ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكَۚ لَقَدۡ جَآءَكَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ} (94)

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك } قال : لم يشك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسأل .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك } قال : « ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا أشك ولا أسأل » .

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك } قال : التوراة والإِنجيل الذين أدركوا محمداً صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب فآمنوا به يقول : سلهم إن كنت في شك بأنك مكتوب عندهم .

وأخرج أبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سماك الحنفي قال : قلت لابن عباس رضي الله عنهما إني أجد في نفسي ما لا أستطيع أن أتكلم به . فقال : شك ؟ قلت : نعم . قال : ما نجا من هذا أحد حتى نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك . . . } الآية . فإذا أحسست أو وجدت من ذلك شيئاً فقل { هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم } [ الحديد : 3 ] .

وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن الحسن رضي الله عنه قال : خمسة أحرف في القرآن { وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال } [ إبراهيم : 26 ] معناه وما كان مكرهم لتزول منه الجبال { لو أردنا أن نتخذ لهواً لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين } [ الأنبياء : 17 ] معناه ما كنا فاعلين { قل إن كان للرحمن ولد } [ الزخرف : 81 ] معناه ما كان للرحمن ولد { ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه } [ الأحقاف : 26 ] معناه في الذين ما مكناكم فيه { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك } معناه فما كنت في شك .

وأخرج أبو الشيخ عن الحسن في قوله { فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك } قال : سؤالك إياهم نظرك في كتابي كقولك : سل عن آل المهلب دورهم .