قوله عز وجل : { فَإن كُنتَ في شَكٍّ مِّمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ } هذا خطاب من الله لنبيه يقول : إن كنت يا محمد في شك مما أنزلنا إليك ، وفيه وجهان :
الثاني : في شك أنك مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل .
{ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكَتَابَ مِن قَبْلِكَ } فيه وجهان :
أحدهما : أنه أراد مَنْ منهم مثل عبد الله بن سلام وكعب الأحبار ، قاله ابن زيد .
الثاني : أنه عنى أهل الصدق والتقوى منهم ، قاله الضحاك .
فإن قيل : فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم شاكاً ؟ قيل قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لاَ أَشُكُ وَلاَ أَسْأَلُ "
وفي معنى الكلام وجهان : أحدهما :
أنه خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به غيره من أمته ، كما قال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ{[1346]} } الآية .
والثاني : أنه خطاب ورد على عادة العرب في توليد القبول والتنبيه على أسباب الطاعة . كقول الرجل لابنه : إن كنت ابني فبرّني ، ولعبده إن كنت مملوكي فامتثل أمري ، ولا يدل ذلك على شك الولد في أنه ابن أبيه ولا أن العبد شاك في أنه ملك لسيده .
{ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } أي من الشاكّين .
قوله عز وجل : { إنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ } يحتمل وجهين :
أحدهما : إن الذين وجبت عليهم كلمة ربك بالوعيد والغضب لا يؤمنون أبداً .
الثاني : إن الذين وقعت كلمته عليهم بنزول العذاب بهم لا يؤمنون أبداً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.