الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَجَآءَتۡ سَيَّارَةٞ فَأَرۡسَلُواْ وَارِدَهُمۡ فَأَدۡلَىٰ دَلۡوَهُۥۖ قَالَ يَٰبُشۡرَىٰ هَٰذَا غُلَٰمٞۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَٰعَةٗۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ} (19)

أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن الضحاك في الآية قال : جاءت سيارة فنزلت على الجب فأرسلوا واردهم فاستقى من الماء فاستخرج يوسف ، فاستبشروا بأنهم أصابوا غلاماً ، لا يعلمون علمه ولا منزلته من ربه ، فزهدوا فيه فباعوه ، وكان بيعه حراماً وباعوه بدراهم معدودة .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله { فأرسلوا واردهم } يقول : فأرسلوا رسولهم فأدلى دلوه ، فتشبث الغلام بالدلو ، فلما خرج قال : يا بشراي ، هذا غلام تباشروا به حين استخرجوه وهي بئر بيت المقدس معلوم مكانها .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي روق في قوله [ يا بشراي ] قال : يا بشارة .

وأخرج ابن المنذر من طريق أبي عبيد قال : سمعت الكسائي يحدث عن حمزة عن الأعمش وأبي بكر ، عن عاصم أنهما قرآ { يا بشرى } بإرسال الياء غير مضاف إليه .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله { يا بشرى } قال : كان اسم صاحبه بشرى . قال : يا بشرى ، كما تقول يا زيد .

وأخرج أبو الشيخ عن الشعبي في قوله { يا بشرى } قال كان اسمه بشرى .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وأسروه بضاعة } يعني إخوة يوسف ، أسروا شأنه وكتموا أن يكون أخاهم ، وكتم يوسف شأنه مخافة أن يقتله ، إخوته ، واختار البيع ، فباعه إخوته بثمن بخس .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه { وأسروه بضاعة } قال : أسروا بيعه .

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن مجاهد رضي الله عنه { وأسروه بضاعة } قال : أسره التجار بعضهم من بعض .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { وأسروه بضاعة } قال : صاحب الدلو ومن معه ، فقالوا : لأصحابهم : إنا استَبْضعناه خفية أن يستشركوكم فيه أن علموا به وأتبعهم إخوته ، يقولون للمدلي وأصحابه : استوثقوا منه لا يأبقن ، حتى وثقوه بمصر فقال : من يبتاعني ويستسر ؟ فابتاعه الملك والملك مسلم .