وقوله : { يا بُشْرَى هَذَا غُلاَمٌ } ،
( وَيَا بشراي ) ، بنصب الياء ، وهي لغة في بعض قيس . وهُذَيلٌ : يا بُشْرَىَّ . كل ألف أضافها المتكلم إلى نفسه جعلتها ياء مشدَّدة . أنشدني القاسم بن مَعْن :
تركوا هوَىّ وأعْنَقوا لهواهم *** ففقدتهم ولكل جَنْب مَصْرع
وقال لي بعض بنى سُلَيم : آتيك بمولَيَّ فإنه أروى منّى . قال : أنشدني المفضّل :
يطوِّف بي عِكَبّ في مَعَدّ *** ويطعُن بالصُمُلَّة في قَفَيَّا
فإن لم تَثْأَروا لي من عِكَبّ *** فلا أرويتما أبداً صَدَيَّا
ومن قرأ ( يا بُشْرَىْ ) ، بالسكون ، فهو كقولك : يا بُنَيْ لا تفعل ، يكون مفرداً في معنى الإضافة . والعرب تقول : يا نفسُ اصبري ويا نفسِ اصبري ، وهو يعنى نفسه في الوجهين ، و( يا بُشْرَاي ) ، في موضع نصب . ومن قال : يا بشرَىَّ ، فأضاف وغيّر الألِف إلى الياء ؛ فإنه طلبَ الكسرة التي تلزم ما قبل الياء من المتكلّم في كل حال ؛ ألا أنك تقول : هذا غلامِي فتحفظ الميم في كل جهات الإعراب ، فحطُّوها إذا أضيفت إلى المتكلّم ولم يحطُّوها عند غير الياء في قولك : هذا غلامك وغلامه ؛ لأن ( يا بُشْرَى ) من البشارة والإعراب يتبيّن عند كل مكنّى إلاّ عند الياء .
وقوله : { وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً } ، ذلك أن الساقى الذي التقطه قال للذين كانوا معه : إن سَألكم أصْحابُكم عن هذا الغلام فقولوا : أَبضعَناه أهلُ الماء لنبيعه بمصر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.